الثلاثاء، 10 مايو 2011

إعلان «إخوان مصر» المنافسة في دوري الكرة يفجر سيل نكات

الخبراء يرون الدعابات ظاهرة صحية.. وآخرون يعتبرون القرار «غير سليم»

كعادة المصريين في إطلاق الدعابات والنكات على كل التطورات التي تحدث في حياتهم اليومية، تحول إعلان جماعة الإخوان المسلمين نيتهم إنشاء نادٍ رياضي لمعظم الألعاب الرياضية إلى مادة خصبة وثرية للنكات والدعابات، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في التجمعات الشبابية والأسرية. المثير أن الجدل حول نادي الإخوان سيطر على المشهد في مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع وطغى على أحداث أكثر أهمية مثل الحكم على حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، بإحدى قضايا الفساد. وتجاوز الدعوات لمظاهرات مليونية يوم الجمعة الماضي.
أغلب الدعابات جاءت حول الزي الرياضي الذي سيرتديه لاعبو «فريق الإخوان» وهل سيكون شرعيا تحت الركبة أم فوق الركبة، وأخرى حول اعتكاف لاعبي الفريق استعدادا لمبارياتهم الرسمية، وأجمعت تعليقات المصريين على كون التسلل مباحا لأن الحرب خدعة، لكنهم حرَّموا «الترقيص» (المراوغة بالكرة).


واحتدم الجدل على صفحات الإنترنت لساعات قليلة حول هوية فريق الإخوان حتى خرجت إحدى المشاركات لتعلن بحسم أن «فريق الإخوان فريق مدني بمرجعية إسلامية، ويمكن أن يدربه قبطي»، وهو ما يعكس إدراك الشباب للواقع السياسي الراهن والمطالبة بالدولة المدنية والحق في المواطنة، كذا الجدل المثار حول برنامج حزب الإخوان السياسي «الحرية والعدالة».

تلك الدعابات التي يراها البعض بريئة ومعتادة في المجتمع المصري قابلها البعض باستنكار شديد، واعتبروها هجوما متعمدا لتشويه صورة الجماعة بل وصورها البعض على أنها «خروج عن حدود الأخلاق واستهزاء بالدين».

من جانبها، اعتبرت الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع، تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في قالب كوميدي ساخر بالظاهرة الصحية التي تساعد في إحداث توازن نفسي، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن عودة النكات معناها عودة الروح والراحة للمصريين». وأشارت إلى أن تراجع النكات خلال سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك سببه حالة الإحباط التي سيطرت على المصريين، وأوضحت د. عزة: «إن المصريين الآن يعيشون حالة أمل، لكنها ممزوجة بالقلق». لكن الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع العائلي، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «الدعابة ملكة منحها الله للمصريين، وبها يفرِّج الشعب المصري همومه». ويبدو أن الأمر تطور لما هو أكثر من ذلك؛ حيث تناولت بعض الدعوات علاقة فريق الإخوان بفريق اتحاد الشرطة، الذي يمثل جهاز الشرطة في الدوري المصري؛ حيث قالت الدعابات إنه سيكون لقاء عدائيا، وتناثرت أخبار بأن جهاز الأمن الوطني (وهو بديل جهاز أمن الدولة المنحل) سيتولى مراقبة المباراة.

وفيما يتعلق بفريقي حرس الحدود وطلائع الجيش اللذين يمثلان المؤسسة العسكرية في الدوري الممتاز، أكد البعض أن فريق الإخوان سيتعمد الخسارة أمامهما تحت مبدأ «الجيش والإخوان.. إيد واحدة». بينما كان لإبراهيم الزعفراني، وكيل مؤسسي حزب النهضة (تحت التأسيس) والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، رأي آخر؛ حيث قال لـ«الشرق الأوسط»: «توقيت الإعلان عن فريق الكرة غير سليم، وعلى القيادة الإخوانية أن تتحفظ في تصريحاتها الإعلامية غير المدروسة»، وفي تعليقه على النكات التي أثارها الموضوع قال الزعفراني: «في تصوري، هي رسالة من المصريين تحمل رفضهم وعدم رضاهم عن القرار». كانت هناك تصريحات نُسبت للمتحدث الرسمي باسم الإخوان، وبثتها مواقع إلكترونية، قال فيها إن النادي سوف يكون الأول على مستوى مصر والقارة بل والعالم خلال سنوات قليله، وهو ما علق عليه البعض بأن التنظيم العالمي للإخوان سوف يقرر مستقبلا شراء نادي ريال مدريد، وتحويل اسمه لـ «الأندلس الملكي».

القاهرة: هيثم التابعي  - الشرق الأوسط 8 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق