الجمعة، 6 مايو 2011

جمعة التحدي في سوريا: قتلى وجرحى خلال مظاهرات الاحتجاج، والدبابات تحاصر المدن الكبرى


http://img703.imageshack.us/img703/322/0syriarevolution1.jpg

خرجت مسيرات احتجاجية عديدة في مختلف المناطق السورية، مطالبة بالحرية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ومنادية بفك الحصار عن درعا، وذلك وسط انتشار كبير لقوات الأمن والجيش، التي حاصرت عددا من المدن، بعد دعوات لمسيرات أطلق عليها الناشطون اسم "جمعة التحدي".

مقتل 5 محتجين في حمص، و6 في درعا

وقال نشط حقوقي في مدينة حمص، إن قوات الأمن قتلت بالرصاص خمسة من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، عندما أطلقت النار على احتجاج ضخم بالمدينة، يطالب بإصلاحات سياسية، وقال الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه: "تم نقل خمس جثث من منطقة باب السباع، هناك عشرات المحتجين المصابين، ولا يزال آلاف يقومون بمسيرة سلمية في أجزاء أخرى من حمص."
وقال مصدر إن دبابات دخلت إلى المدنية للمرة الأولى، وإن أحياء باب سباع، وبابا عمرو، والخالدية، تشهد مظاهرة يشارك فيها آلاف.
كما قال نشط حقوقي آخر في مدينة حماة السورية، إن قوات الأمن قتلت بالرصاص ستة متظاهرين في المدينة، عندما أطلقت النار على مظاهرة يوم الجمعة.
وقال الناشط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "قتلوا محتجا عندما بدأت المظاهرة في ساحة العاصي، أعاد المتظاهرون تجميع أنفسهم في منطقة الحاضر وقتل خمسة آخرون."



دمشق العاصمة: مظاهرات وإغلاق الطرق المؤدية  إليها، واعتقال أحد كبار المعارضين

وقال شاهد إن نحو ألفين من سكان ضاحية سقبا في شرق دمشق، خرجوا في مسيرات بشوارعها الرئيسية يوم الجمعة، مطالبين بالإفراج عن مئات من أقاربهم، اعتقلتهم قوات الأمن في الأيام القليلة الماضية، وهتف المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط النظام."
وقال الشاهد إن بعض المتظاهرين كانوا يحاولون السير نحو وسط دمشق، على بعد ستة كيلومترات، لكن قوات الأمن أغلقت كل الطرق التي تؤدي من الضواحي إلى العاصمة.
وقال شهود عيان، إن مسيرة احتجاجية سورية خرجت إلى شوارع حي ميدان في العاصمة دمشق، بعد صلاة الجمعة، مطالبة بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال الشهود إن قوات الأمن التي كانت ترتدي ملابس مدنية، تمكنت من فض الاحتجاج في غضون دقائق، وأظهر تلفزيون الجزيرة لقطات لأناس يسيرون ثم يجرون، وهم يطالبون "بإسقاط النظام".
كما قالت ابنة المعارض السوري، رياض سيف، وعدد من نشطاء حقوق الإنسان، إن قوات الأمن السورية اعتقلته أثناء مظاهرة تنادي بالديمقراطية في حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق.
وقالت الابنة جمانة سيف، إنه تم اقتياد والدها إلى حافلة مع محتجين آخرين أثناء مظاهرة بالقرب من جامع الحسن..

مظاهرات تعم مختلف أنحاء سوريا

وخرجت مظاهرات اليوم الجمعة في بلدة داريا، والمعضمية، تطالب بفك الحصار عن درعا، وردد المشاركون في مظاهرات داريا "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، و"الشعب السوري ما بينذل"، و"فكوا الحصار عن درعا"، و"بالروح بالدم نفديك يا درعا".

وقال مصدر حقوقي سوري، ما ظهر في العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على الانترنيت، إن مظاهرات انطلقت في عدة مدن سورية، تطالب بالحرية وفك الحصار عن مدينة درعا، ففي "مدينة البوكمال، على الحدود العراقية، خرجت مظاهرة من الجامع الكبير، تطالب بالحرية والإصلاحات وإطلاق سراح المعتقلين، وكذلك الأمر في مدينة دير الزور".

وخرجت كذلك تظاهرات في مدينة الطبقة، والرقة، شمال شرق البلاد، وشهدت المنطقة الوسطى، التي تضم حمص، وحماة، ومنطقة تل كلخ، تظاهرات مماثلة، وأيضًا في محافظة إدلب، حيث خرجت مظاهرة في الساحة الرئيسية وفي بعض بلدات المحافظة".
وفي محافظة الحسكة، خرج المئات في القامشلي رافعين شعارات تضامن مع درعا، وحاملين عدد من علب الحليب والخبز، رمزًا لضرورة تأمينها لأهالي درعا.
وفي مدينة عامودا في محافظة الحسكة، خرج المتظاهرون رافيعن شعارات "حرية حرية"، و"سلمية وسلمية"، و"بالروح بالدم نفيديك يا درعا".
 
انتشار الدبابات حول العديد من المدن السورية، وإطلاق النار في التل

كما قال شهود عيان أيضا، إن دبابات انتشرت في مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، وإن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في بلدة التل.
وقال شاهد، إنه رأى ثلاث دبابات قرب حي برزة في دمشق، حيث دعا نشطاء إلى الاحتجاج، وفي التل أطلقت قوات الأمن النار على حشد يضم مئات من المحتجين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم.
وكانت قوات الأمن السورية قد انتشرت أيضا في وسط سوريا، ومناطق ساحلية قبل صلاة الجمعة، في اختبار لإرادة المتظاهرين العازمين على مواصلة الاحتجاج، وتمركزت دبابات في مواقع بالقرب من الرستن، وبانياس، خلال اليومين الماضيين، وكذلك اليوم في ضواحي أربين، وسقبا، ودوما في دمشق ،وفي بلدة طل شمالي العاصمة.
وأمر الأسد الأسبوع الماضي، بدخول الجيش مدينة درعا، حيث بدأت الاحتجاجات التي كانت مطالبها تقتصر في بداية الأمر على مزيد من الحرية وإنهاء الفساد، لكنها تسعى حاليا لإطاحة بالرئيس.
وأطلقت فرقة يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، نيران القذائف ونيران الأسلحة الآلية، على الحي القديم في درعا يوم السبت الماضي، وقالت السلطات السورية أمس الخميس، إن الجيش بدأ في الانسحاب من درعا، لكن سكانها قالوا إن المدينة مازالت تحت الحصار.
وكان دبلوماسي كبير، قال في وقت سابق، إنه من المتوقع أن تخرج مظاهرات بعد صلاة الجمعة، وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالاحتشاد، وأن تزيد "تدريجيا وليس بأعداد كبيرة"، بالمقارنة مع المظاهرات التي خرجت قبل أسابيع وشارك فيها الآلاف.
ويقول نشطاء معنيون بحقوق الإنسان، إن قوات الأمن السورية قتلت 62 مدنيا على الأقل، بينهم 17 في مدينة الرستن وحدها، أثناء هذه الاحتجاجات.
وقال طبيب يعتزم المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة: "عمليات القتل العشوائية والاعتقالات غير الإنسانية، ولدت استياء بالغا بين السوريين العاديين."
وأضاف: "لم يعد الجنود الذين يحملون البنادق يردعون الناس، الدعاية التي تروج لفكرة أن هذا النظام هو الضامن الوحيد للاستقرار لم تعد تنطلي على أحد."

فريق مشترك من الصليب الأحمر والهلال الأحمر يدخلان درعا

من جهة أخرى، دخل فريق مشترك من الصليب الأحمر والهلال الأحمر مدينة درعا، أمس الخميس، ضم طبيبًا ومسعفين نقلوا مياه ومواد غذائية وأدوية إلى المدينة، التي خضعت لحصار دام عشرة أيام.
وذكر بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر، إن فريقًا من 15 عضوا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر العربي السوري، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر، والهلال الأحمر، بينهم طبيب ومسعفون متطوعون، دخلوا إلى درع، ترافقهم شاحنتان تحملان حوالي 32 مترًا مكعبًا من مياه الشرب، وشاحنتان أخريان محملتان بالمواد الغذائية، وحليب الأطفال، والمستلزمات الطبية.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في دمشق، ماريان غاسر، بعد وصولها إلى درعا، إن "مساعدة الناس في درعا يمثل أولوية بالنسبة لنا، لأنها المدينة التي كانت الأكثر تضررًا من العنف المتواصل"، مشددة على أن "هدفنا الرئيسي في المجيء إلى هنا هو تقديم المساعدات الطبية والغذائية الطارئة، وفهم احتياجات السكان والوضع الإنساني بشكل أوضح".

وزار الفريق مستشفى درعا الحكومي، حاملاً ضمادات وغيرها من المواد الطبية، واجتمع مع عاملين في المستشفى والمرضى، وأُبلغ بأن الاحتياجات الرئيسية هي حليب الأطفال والأدوية للأمراض المزمنة.
وقالت غاسر إن "هذه الزيارة القصيرة لدرعا خطوة إيجابية، وسوف نعود في غضون بضعة أيام، لكل الذين تضرروا من أعمال العنف الحق في تلقي المساعدة، ونأمل أن نكون قادرين على تقديم المزيد من المساعدات لدرعا ومدن أخرى في المستقبل القريب".

ودأبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ بدء أعمال العنف في سوريا، على تنسيق استجابتها مع الهلال الأحمر العربي السوري، لتقديم الإمدادات الأساسية، مثل مستلزمات الإسعافات الأولية، ونقالات الجرحى، وغيرها من معدات الطوارئ.
وتعاونت المنظمتان مع وزارة الصحة السورية لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة، وتعملان على توفير الإمدادات الطبية إلى المستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية في البلاد.

دعوات من نواب أمريكيين لزيادة العقوبات على الأسد


من جهة أخرى، حث اثنان من أبرز المشرعين الأمريكيين يوم الخميس، الولايات المتحدة، على تشديد العقوبات على سوريا، بما في ذلك فرض قيود على سفر الدبلوماسيين السوريين، ردا على الحملة الحكومية على الاحتجاجات.
وبعثت إيليانا روس ليتينن، النائبة الجمهورية، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وإيليوت إنجيل، العضو الديمقراطي الرفيع في اللجنة، برسالة إلى الرئيس باراك أوباما، يطلبان فيها اتخاذ إجراءات أكثر تشددا.
وقالا في الرسالة: "إننا نعتقد أنه حان الوقت أن تتبع الولايات المتحد سياسة بشأن سوريا، هدفها حرمان نظام الأسد من الموارد السياسية والاقتصادية والتقنية، للمشاركة في أنشطة تشكل خطرا غير عادي على الأمن الأمريكي، ومصالحنا وحلفائنا."
وقد وقع أوباما الأسبوع الماضي، أمرا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات جديدة على أجهزة الاستخبارات السورية، واثنين من أقارب الرئيس بشار الأسد، ردا على الحملة.
ولم يكن الرئيس الأسد بين الذين استهدفتهم العقوبات التي تتضمن تجميد الأموال، وحظرا للمعاملات مع الولايات المتحدة، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الأسد يمكن استهدافه، إذا استمر العنف الذي يلقاه المحتجون المطالبون بالديمقراطية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، في إفادة صحفية: " سنستمر في تقييم الأوضاع ونحن نتحرك قدما، وإذا كانت العقوبات مفيدة فسوف ندرس ذلك."
وقال النائبان إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ مزيدا من الخطوات، ومنها منع كل الشركات الأمريكية من العمل في سوريا، ومنع الدبلوماسيين السوريين في واشنطن وفي الأمم المتحدة في نيويورك، من السفر أكثر من 40 كيلومترا من المدينة.
وقالا إنه يجب أيضا على الولايات المتحدة منع الصفقات التي تتضمن أي عقار أمريكي، يكون فيه للحكومة السورية حصة.

الموقف من أحداث سوريا ما بين الغرب وإيران

وكانت الولايات المتحدة التي انضمت إلى مسعى أوروبي لتحسين العلاقات مع الأسد في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، قد وصفت الهجوم على درعا بأنه " همجي".
وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي قد يتوصل إلى اتفاق مبدئي لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين اليوم، لكنهم لم يقرروا حتى الآن ما إذا كانت العقوبات ستشمل الأسد.
وقالت إيران التي اتهمتها واشنطن بمساعدة الأسد في جهوده لقمع المتظاهرين، إن حكام سوريا على دراية بمخططات الولايات المتحدة وإسرائيل لزعزعة الاستقرار في حليفتها العربية، وقال أحد المعارضين: "الرد الدولي يزيد، لكن الأسد سيريق المزيد من الدماء قبل أن يستيقظ العالم."
ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان، إن الجيش وقوات الأمن، ومسلحين موالين للأسد، قتلوا 560 مدنيا على الأقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية، والتي تفجرت قبل سبعة أسابيع، وقالوا إن الآلاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب، بينهم شيوخ ونساء وأطفال.
وتلقي السلطات السورية باللائمة على "جماعات إرهابية مسلحة" في أعمال العنف، التي قالت إنها أسفرت عن مقتل مدنيين وأفراد في قوات الأمن.
وعرض التلفزيون السوري ما وصفه بأنه اعترافات لإرهابيين اعتقلوا في درعا، ومخابئ لأسلحة قال إنه اكتشفها.
وقال الأسد إن المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لإثارة فتنة طائفية في سوري، وقد استخدم حافظ الأسد، والد الرئيس السوري، المفردات نفسها عندما قمع احتجاجات لإسلاميين وعلمانيين على حكمه في الثمانينات، وبلغ العنف ذروته في مدينة حماة، التي سقط فيها 30 ألف قتيل.

(عرب 48) عــ48ــرب ووكالات - تاريخ النشر: 06/05/2011 - آخر تحديث: 14:31

0 تعليقات::

إرسال تعليق