الأحد، 22 مايو 2011

"'الدروز حقـائق ومفاهـيم" تحـقـيق: كمال الصليـبي تحت الضوء

يحوي كتاب "الدروز حقائق ومفاهيم" للمؤرخ كمال الصليبي حصيلة نقاش خمس عشرة ورقة عمل قدمت إلى مؤتمر مخصص للبحث في شؤون الطائفة الدرزية، عقد في أوكسفورد عام 2001 تحت إشراف "مؤسسة التراث الدرزي" التي تولت نشر الموضوعات في هذا الكتاب. تنوع الباحثون من حيث جنسياتهم وطوائفهم. حرّر الكتاب وقدم له المؤرخ كمال الصليبي الذي أشار في مقدمته إلى أن الموضوعات التي ناقشها المجتمعون غطت مجمل الجوانب المتعلقة بالدروز: عقيدتهم الدينية، مبادئهم الاجتماعية، تقاليدهم نمط حياتهم، ودورهم السياسي والتاريخي في المناطق التي سكنوها. يمكن القول إن الكتاب يجمع من الشمولية ما يصنفه مرجعاً لكل راغب في الاطلاع على هذا المذهب أو باحث في أموره.

يفتتح سامي مكارم الكتاب بالتعريف بنشوء الحركة الدرزية والإيمان الدرزي. انبثقت الحركة الدرزية من الإسماعيلية الشيعية الإسلامية عام 1017 خلال حكم الخليفة الفاطمي السادس الحاكم بأمر الله. انطلقت من القاهرة وانتشرت في لبنان وسوريا وفلسطين. ارتبط نشوء الحركة بمرحلة من تطور الإسلام، ازدهرت فيها حركات التأويل وتفسير القرآن، وتأثرت بالفلسفة اليونانية والفكر الفارسي والروحانية الهندية والعقيدة المسيحية. ترتب على هذا التفاعل والنقاش ولادة حركات دينية كانت ذروتها الصوفية التي مهّدت لولادة الحركة الدرزية. على غرار الحركات المذهبية المنشقة في ذلك الزمن بقيت العقيدة الدرزية سرية، كما ظلت معتقداتها وكتبها خفية على العامة. تركز عقيدة الدروز على مسألة التوحيد الذي يعتبر حجر الزاوية في الإيمان الدرزي. تعبير "الموحدين" هو التعريف الذي يصر أبناء المذهب على أن يُنعَتوا به. الله في الإيمان الدرزي هو الوجود المطلق الذي لا حدود له، وهو الواحد، وهو الموجود الوحيد. وما العالم سوى إسقاط منه وبواسطته ومعه ومن اجله.

يتناول طوني نوفل دور المستشرق الفرنسي سيلفستر دو سالي في التعريف بفكر الموحدين. ترجم سالي المخطوطات الدرزية إلى الفرنسية ونشرها عام 1838 في مجلدين عنوانهما "عرض لديانة الدروز". يعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في عرض العقيدة الدرزية وفلسفتها، وقد شكل ولا يزال مستنداً لكشف المعتقدات السرية للأفكار الدرزية. كما انه مرجع تاريخي لا غنى عنه لكل باحث في الحركة الدرزية، وقد استشهد سامي مكارم ستين مرة بهذا المرجع لدى عمله على كتابه "الإيمان الدرزي".

تميز في دراسته النص الدرزي بالموضوعية. فرغم عدم موافقته على العديد من النقاط، لم يترك إيمانه المسيحي يؤثر في عمله كعالم وباحث. عبر عن إعجاب عميق بتعاليم حمزة الروحية وسلوكه الأخلاقي. كان يرى أن الوحي لا يتناقض مع العقل، بل أن العقل يحتاج دائماً إلى رعاية الوحي.

يتعرض ديفيد براير إلى النص الديني الدرزي عبر مقتطفات من الكتب الدرزية المقدسة ويعلّق عليها. يشير إلى أن المعرفة الأساسية عن المذهب لا بد من أخذها من "العقال" الذين يحتفظون بالكتابات الأساسية.

يتضمن النص الديني قانون الشريعة المؤلف من 111 قطعة موزعة في خمسة أو ستة مؤلفات. هناك أيضا الرسائل الدينية وعددها 35 رسالة وتتناول ابرز قضايا العقيدة. كما يتضمن النص التعليقات على الرسائل الدينية التي أتت كحاشية حول النص الأصلي، وتركز على شرح مفاهيم التأويل والحدود. وهناك أخيرا المخطوطات التي يصل عددها إلى حوالي 200 مخطوطة، قسم منها لا يزال موجوداً في الخلوات الدرزية، فيما سرق قسم واسع منها وجرى بيعه من الأوروبيين. توجد هذه المخطوطات حالياً في حوالي 25 مكتبة أوروبية.

تتطرق نائلة قائد بيه إلى دور أهم المصلحين في تاريخ الحركة الدرزية السيد جمال الدين التنوخي. ولد في بلدة عبيه اللبنانية عام 1417. نذر نفسه للدراسة واتبع حياة زاهدة أكسبته احترام الجميع من الدروز وسائر الطوائف. كرس عقد مجلس أسبوعي لمعالجة القضايا الروحية والعبادة، وشجع قيام مجالس في جميع المناطق التي يسكنها الدروز. وضع قواعد السلوك الاجتماعي استنادا إلى مبادئ حمزة. أكد توجه حياة الدروز نحو التقشف والصلاة والعمل الشريف. دعا إلى رفع مستوى التعليم وفتح المدارس في المناطق الدرزية. وضع كتباً تناولت القضايا الدينية والاجتماعية من بينها "سبل الأخبار". أهم ما في عمله قراءته لثلاث رسائل دينية تناولت "الميثاق" الذي يشكل الدليل الذي بموجبه يربط الإنسان نفسه بالدين الدرزي، و"كشف الحقيقة" التي يعتبر من الرسائل الأساسية التي تتضمن مبادئ الديانة الدرزية، فشرحها وبسّط العبارات الفلسفية الواردة فيها، ثم "شرط الإمام" الذي يركز على مؤسسة الزواج في سياق الإيمان الدرزي، وأوضح الكثير من الغموض الناجم عن القراءة الخاطئة للرسائل.

يتوقف فؤاد اسحق الخوري أمام مظاهر البنية الاجتماعية الدرزية. اتصف الدروز في تاريخهم القديم والحديث بمستوى كبير من التماسك والتعصب لهويتهم الإثنية. يشكل الإيمان بالتقمص احد عوامل الالتحام القوي بين أبناء الطائفة وعائلاتها. تستلهم الطائفة مبدأ الأخوة من تعاليم حمزة لا سيما منها مبدأ "حفظ الأخوان". ينجدل الدين الدرزي في قلب الهوية الإثنية. فأن تكون درزياً يعني استحالة الانتساب إلى إثنية أخرى، مما يعني أن الزواج من غير أبناء الطائفة يعني فقدان الهوية.

عانت الطائفة من تفسيرات خاطئة لبعض الأمور الدينية مثل مفهوم "العقال" و"الجهال". فالعقال هم الذين يمارسون الشعائر الدينية بانتظام، ويمرون بمراحل متعددة للوصول إلى تصنيفهم في هذا المجال، منها وجوب معرفتهم الكثير من الأمور الدينية والفلسفية والمسائل الصوفية. أما تعبير الجهال، فخلافاً لما تعنيه اللفظة ظاهراً، فيشير إلى الذين لا يمارسون الشعائر الدينية بانتظام. أما تعبير "شيخ أو شيخة" فيستعمله الدرزي للإشارة إلى الذين يمارسون الدين بانتظام بصرف النظر عن العمر. وقضية "التقية" طاولها فهم خاطئ عند غالبية الدروز. إنها جزء من طريقة التوحيد في العبادة حيث يعتبر الدرزي أن علاقته هي مع الله ولا ضرورة لإبراز تجربته الخاصة في الدين إضافة إلى أن التقية، بما هي إخفاء الهوية الدينية، كانت ضرورية أيام الأزمات التي عصفت بأبناء المذهب وكانت إحدى وسائل حمايتهم من الاضطهاد.

تتناول برناديت شينك جانباً أساسيا في حياة الطائفة يتعلق بمسألة الإصلاح والتحديث والتكيف مع مقتضيات العصر. يرى بعض المطالبين بتحديث المفاهيم الدرزية أن الدروز يعيشون أزمة هوية وعلاقة مع الآخرين. نشر احد الكتّاب الدروز عبد الله النجار عام 1965 كتاب "مذهب الدروز والتوحيد"، شرح فيه مبادئ التقية واقتبس مقاطع حرفية من رسائل الحكمة. شكل الكتاب أزمة داخل الطائفة ورفضه الكثير من المشايخ واعتبروه انتهاكاً للعقيدة. كان الكتاب يعكس البحث الصعب عن الهوية ويبلور الحاجة إلى الإصلاح داخل الطائفة. ركز كتاب النجار على فهم الدروز لأنفسهم، ورأى أن الخطاب الدرزي في لبنان هو الأكثر مقاربة لقضايا الإصلاح ونقد السائد لا سيما مسألة عدم الزواج من غير الدرزي. وأشار في هذا المجال إلى التحولات التي أصابت المجتمع الدرزي لجهة تكوّن فئات واسعة من المثقفين والمتعلمين المطالبين بالإصلاح، بينهم رجال دين شباب. كما أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية نجم عنها ضعف العلاقات العائلية في القرى وهجرة الشباب إلى المدينة وبروز الحركات النسائية والشبابية وانتشار الدياسبورا الدرزية في المهجر، كلها عوامل تدفع إلى التساؤل عن الجدوى من التمسك الحرفي بالقوانين الدرزية ورفض إدخال إصلاحات عليها.

تعرض انتظار عزام للمفارقة بين النصوص الدينية التي تتناول المرأة الدرزية والممارسة الواقعية في المجتمع الدرزي. تشدد الرسائل الدينية ومن ضمنها "الشريعة الروحانية" على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. يمنع مبدأ التوحيد الدرزي تعدد الزوجات. لا يحق تزويج المرأة من دون استشارتها. الزواج مقدس وهو قائم على الرضا والتسليم. كل من يجبر امرأة على الزواج يتعرض للغضب الإلهي، حتى أن السيد عبد الله التنوخي ذهب إلى ابعد من ذلك فاعتبر أن الأولاد من زواج قائم على الإكراه هم أولاد غير شرعيين. أما الطلاق فهو آخر الملاذ، يتساوى الرجل والمرأة في طلبه. بعد حصول الطلاق يستحيل على الرجل والمرأة أن يعود احدهما إلى الآخر. أما الزواج من خارج الدين فيعني فقدان الدرزي لعضويته في الطائفة. ومن حق المرأة مشاركة الرجل كل ما يملك، ولها الحق في التصرف بممتلكاتها والحق في الهبة والوصية.

تلقي ليلى فواز الضوء على العلاقة البريطانية الدرزية بين الأعوام 1840 و1860، وتشير إلى الروابط الوثيقة التي جمعت بينهما والى الدعم الذي قدمه الإنكليز للدروز. فالعلاقات التي ربطت الدول الأوروبية بالطوائف اللبنانية أتت في سياق الحاجة المتبادلة من الطرفين. كانت الدول الأوروبية تستعد لوراثة "الرجل المريض" وتقاسم المناطق الشرق أوسطية. شكلت حجة حماية الأقليات مدخلاً لموطئ القدم. في المقابل كانت الطوائف اللبنانية، وخصوصاً الموارنة والدروز، قد دخلت في صراع حول السيطرة والنفوذ، ووصل هذا الصراع إلى مرحلة متفجرة وجدت كل طائفة أن شرط انتصارها على الأخرى مرهون بالاستعانة بالخارج. هكذا دعم الفرنسيون الموارنة ودعم الانكليز الدروز.

شهد التاريخ الدرزي العديد من الثورات ضد العثمانيين والفرنسيين. يناقش كل من عبد الرحيم أبو حسين وإنجين أكارلي الحملة العسكرية العثمانية لإخضاع دروز حوران عام 1910. صحيح أن ثورة الدروز في حوران لم تكن الحدث الأول في الجبل، إلا أنها شكلت حدثاً مميزاً في العلاقة بين الدروز والعثمانيين. لم تكن الحملة نتيجة ارتكاب الدروز أعمال شغب أو اضطراب ضد الدولة العثمانية.

تعيدها الروايات العثمانية إلى صراعات وهجمات متبادلة بين مجموعات درزية وعشيرة سنية من آل المقداد. خلال تلك الصراعات قتل ضابط وعدد من الجنود العثمانيين، استدعى ذلك تجييش حملة عسكرية تركية احتلت خلالها السويداء ودمرت وأحرقت العديد من القرى الدرزية. قاوم الدروز الهجوم العثماني بقوة وبسالة، وكبدوا العثمانيين خسائر كبيرة. لكن ما كان في إمكانهم تحقيق انتصار على جيش الدولة المجهز بأحدث الوسائل العسكرية. انتهت الحملة بمقتل أكثر من ألفي درزي وإعدام قسم واسع من القيادات الدرزية أو نفيهم.

يعرض الصليبي لمقتطفات من مذكرات رستم حيدر لدى إقامته فترة من الوقت لاجئاً في جبل حوران. كان رستم احد أعضاء "جمعية القضاة"، وانضم إلى ثورة الشريف حسين ضد الحكم التركي. يشير رستم إلى الدعم القوي الذي أعطاه الدروز لشريف مكة. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن هذا الدعم كان مصدر انقسام بين الدروز الذين فضل قسم منهم أن يبقى على ولائه للعثمانيين تحسباً للمآل الذي قد تنتهي إليه ثورة الشريف حسين ومن اجل حفظ الجماعات الدرزية في حال الهزيمة أمام الأتراك. ويمتدح رستم بعض العادات والتقاليد التي تميز أهل الجبل لجهة اتحادهم في وجه الغريب، وحبهم للضيافة والكرم، وشجاعتهم وتوقهم إلى العظمة. كما يشيد بطبيعة عاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم وحياتهم اليومية.

يؤرخ مايكل بروفانس لمرحلة من التاريخ الدرزي تقع ما بين عشية انهيار الدولة العثمانية وتمتد إلى ثورة 1925 وما رافقها من انشقاقات وخلافات درزية درزية. خلال الثورة الشريفية تحالف سلطان الأطرش مع الأمير فيصل بن الحسين ومع الانكليز ضد الأتراك، فيما كان نسيبه سليم الأطرش يوالي العثمانيين. كان سليم يحتل منصب "شيخ المشايخ"، فطلب من سلطان وقف حملات الانتقام ضد العثمانيين والكف عن قسمة الدروز، وهدده بالطرد من الطائفة إذا لم يستحب مطالبه. رد سلطان الأطرش برسالة على نسيبه مطلعها: "إلى قائد الجيش التركي: سليم باشا الأطرش"، مذكراً سليم بالمجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد الدروز، وكيف أن هؤلاء يثأرون اليوم لشرفهم وكرامتهم من هزيمة 1910.

تتحدث ليسلي ماكلوغلين عن احد الرموز الدرزية التي لعبت دوراً مهماً في تأسيس المملكة العربية السعودية. انه فؤاد حمزة ابن بلدة عبيه اللبنانية والذي أهمل الكثيرون دوره التاريخي. انضم حمزة إلى ابن سعود عام 1926 وكرس حياته لخدمة القضية العربية، واعتبر تأسيس السعودية رمزاً لمقاومة القوى الاستعمارية. استفاد ابن سعود من خبرات حمزة في مجال التعليم واللغة، فولاّه الشؤون الخارجية، واشرف على المفاوضات بين العراق ونجد حول الخلافات الحدودية، وكلفه ابن سعود بناء القوة الجوية للمملكة.

يلقي إياد أبو شقرا الضوء على علاقة الدروز بالعروبة فيدحض أقوال المشككين فيها. يشير إلى أن الجغرافيا تربط الدروز بالعروبة. والدروز، كمذهب ومجموعة، ولدوا وتمركزوا في قلب العالم العربي. فالتنوخيون ربطوا بين القبائل العربية، وتعود إليهم أصول العائلات البحترية والارسلانية. أما اللغة العربية فجزء أصيل من الهوية الدرزية العربية، كما هي لغة الرسائل الدينية وغالبية التاريخ الديني والأدبي والشعري. إن غالبية القبائل والعشائر الدرزية تعود في أصلها إلى القبائل العربية القديمة بحيث أن دروز جبل لبنان يتحدرون من أصل 12 قبيلة عربية.

يرصد الكاتب الإيراني أمير طاهري وجود حركات دينية متشابهة في تكوينها ومعتقداتها للمذهب الدرزي وذلك في بلدان آسيا الوسطى والقوقاز وقسم واسع من الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك في تركيا وإيران. يشير إلى نظرة الغالبية السنية المعادية لهذه الحركات. كما يؤشر إلى مجموعات إثنية في أفغانستان تعتمد السرية والتقية في ممارسة شعائرها. تشابه هذه المجموعات مع المجموعات الدرزية في قضايا متعددة مثل نمط الحياة البسيط والزواج الأحادي وأماكن العبادة والأسماء المتشابهة مثل: الخلوات، الزوايا والديوان، وأخيرا في العلاقة التي تربط هذه المجموعات بالصوفية.

تختم جوديث بالمر حريق الكتاب ببحث خاص حول الإدارة المدنية لمنطقة الجبل اللبناني خلال الحرب الأهلية. تشير إلى التحدي الذي وجد الحزب التقدمي الاشتراكي نفسه أمامه بعد حرب الجبل 1983 وانهيار الدولة ووقوع المنطقة الجغرافية تحت سيطرة الحزب. تقول إن فكرة الإدارة المدنية وضعت أسسها أيام كمال جنبلاط عام 1976 عندما أسس "الإدارة الشعبية" من اجل سد النقص في الخدمات العامة لسكان المنطقة. لكن الإدارة المدنية في معناها الواسع في الحلول مكان الدولة وإدارة جميع القطاعات، فتعود إلى الفترة التي تلت حرب 1983. انخرطت قطاعات واسعة في الإدارة، من العاملين في القطاعين العام والخاص، ومن رجال أعمال ومقاولين في عملية الإدارة والبناء. تغذى هذا الانخراط من العصبية الدرزية التي كان عليها مواجهة تحديات في تأكيد قدرتها وبلورة هويتها بما لم تألفه سابقاً. فرضت الإدارة المدنية ضرائب متعددة ولاقت اعتراضات كثير من المواطنين. لكنها نجحت في تحسين أوضاع المنطقة وتأمين الخدمات لأبنائها وشق الطرق بين القرى، والأهم من ذلك كله نجحت في تمكين الدروز من حماية موقعهم وتأكيد هويتهم الخاصة.

يخرج قارئ الكتاب بفصوله الخمسة عشر ببعض الملاحظات. إن الدروز، كسائر المذاهب الدينية، يواجهون تحدي الإصلاح الديني من اجل مواكبة تطورات العصر، وبما يبقي أبناء الطائفة على علاقة فعلية بها. إن الإقفال على المذهب، كما يشير كثيرون من مثقفي الطائفة نفسها، يسير بالطائفة إلى تقلص حجمها وموقعها ودورها. إن رفع الحجر عن سرية المعتقدات الدينية الدرزية وتعريفها للاحتكاك بباقي المذاهب والأديان سيؤدي إلى تفاعل مشترك يخفف من حال التعصب والاحتقان ويضع المعتقدات الدينية في رحاب المدار الأوسع من المجتمع .

خالد غزال - النهار

حرر في: 19-10-2005

0 تعليقات::

إرسال تعليق