الثلاثاء، 17 مايو 2011

وجهتهم الجنوب.. وقبلتهم فلسطين... 50 ألفاً في مسيرة العودة من بوّابة لبنان

تحت شعار: «الشعب يريد العودة إلى فلسطين»، وتحت راية العلم الفلسطيني، سيترك نحو 20 ألف فلسطيني اليوم مخيمات اللجوء في شمال لبنان وبقاعه وفي بيروت والجنوب، وسيخرجون من عتمة أزقتها وغبنها وعينوهم تسبقهم إلى حيث بقيت القلوب والستر والديار، لتغصّ بهم، وبمن سيرافقهم من لبنانيين وعرب، الدروب المؤدية إلى فلسطين كلها، من لبنان، ومن بعض الأردن، ومصر وسوريا، ومن غزّة والضفّة المحتلّتين.

ففي مبادرة سلميّة، وللمرة الأولى منذ 63 عاماً، لتطويق الدولة التي تطبِق على أوجه حياتهم كافة، منذ إعلان قيامها في ما بات يُعرف بيوم النكبة، وتأكيداً منهم بأن «العودة حقّ» وبأن «للحقّ موعداً آتياً لا محالة»، يشارك في مسيرة العودة نحو 50 ألف شخص من لبنان، من شماله إلى جنوبه، ومن بقاعه شرقاً، إلى عاصمته غرباً.. وجهتهم ستكون جنوب لبنان، وقبلتهم فلسطين.
وعشية المسيرة التي ستكون بمثابة موعد لقاء خاطف مع فلسطين في انتظار تحقيق العودة، كانت المخيمات تحوّلت، كما منطقة الحدود اللبنانية- الفلسطينية، إلى خلية عمل لا تهدأ، إذ سيرافق المسيرة أكثر من ثلاثة آلاف عنصر انضباط لضمان خطّ سير الرحلة من جميع المخيمات وصولاً لمنطقة مارون الراس جنوباً، فيما أعلن الاحتلال الإسرائيلي حالة من الاستنفار لا مثيل لها منذ سنوات طويلة. ووجهة المسيرة، في يوم العودة والانتماء إلى أرض الجدود والآباء، ستكون في بلدة مارون الراس الحدودية والأقرب إلى فلسطين من لبنان، والتي تمسك برأس منطقة جبل عامل اللبنانية والجليل الفلسطيني المحتل، فاتحة ذراعيها لأبناء الجارة المحتلة لتكون قبلتهم في مسيرة عودتهم الرمزية التي أرادوها في ذكرى نكبتهم..
ستستقبل الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين، الذين سيطلّون منها على سهل الجليل الأعلى، من دون السماح لهم بالنزول إلى الأراضي المحاذية للأسلاك الشائكة الفاصلة بين الحدود اللبنانية الفلسطينية. ويُتوقّع أن تصل الوفود المشاركة إلى مارون الراس بين التاسعة والنصف والعاشرة صباحاً، حيث تبدأ النشاطات عند العاشرة والنصف، وتستمر لنحو ست ساعات، وتضمّ أفلاماً وثائقية عن النكبة وأغاني وطنية تحاكي القضية الفلسطينية، وعروضاً فنيّة فلكلوريّة، بالإضافة إلى إطلاق بالونات هوائية تحمل رسائل إلى الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت ذاته.
كما سيرفع المشاركون في المسيرة مجسّمين ضخمين، الأول خريطة فلسطينية كبيرة ستُنصب في متنزه مارون الراس، والثاني لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها باللغات العبرية والعربية والإنجليزية: حق العودة مقدّس، ولن يُفرَّط به.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر اللجنة المنظمة لـ «البيان» إلى أن التنسيق جارٍ مع الأقطار العربية الأخرى على صعد عدّة، أبرزها إعلامياً وتحديداً باتجاه توحيد الخطابات والشعارات وتوقيت المسيرة، مشيرة إلى أن هذه المسيرة ستلاقيها مسيرة أخرى على المقلب الآخر من الحدود، سينظّمها عرب الـ48، كما سيجري تركيب شاشة عملاقة لنقل وقائع المسيرات في كل من الأردن ومصر (إذا سمِح بتنظيمها) وسوريا.

عالم واحد - بيروت- وفاء عواد - : 15 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق