كتب في صفحته على «فيس بوك» محددا دريد لحام وآخرين: «أرجوكم قولوا خيرا في هذه الثورة أو فاصمتوا»
http://www.aawsat.com/2011/05/09/images/news1.620863.jpg
شن الكاتب والناقد المسرحي السوري الشهير، حكم البابا، هجوما لاذعا على نخبة من الفنانين السوريين، وعلى رأسهم دريد لحام، بسبب موقفهم من الأحداث الجارية في البلاد. وكتب البابا على صفحته على «فيس بوك» تفاصيل علاقة مجموعة من الفنانين السوريين ممن يعرفهم جيدا مع النظام في سوريا.
وقال البابا: «عيب يا فناني سوريا، هذا شعبكم الذي يتظاهر ويموت من أجل الحرية، عيب حديثكم عن مؤامرة خارجية وعصابات مسلحة، وأنتم تعرفون أن المخابرات هي التي تعتقل وتعذب وتقتل».
واستطرد البابا قائلا: «عيب يا أستاذ دريد لحام، وأنت تعرف أن شبيحا من آل شاليش عام 1999 تعرض لعائلتك بأقذع الألفاظ، وأن اللواء زهير حمد استدعاك عام 2007 للتحقيق معك من أجل تصريح صحافي ولم يحترم قيمتك الكبيرة، التي يقدرها هذا الشعب الذي أحبك وأسهم في صنع نجوميتك، ولا يطالب بأكثر من حريته اليوم، وينزل بصدور عارية ليواجه أشرس آلة قمع في التاريخ».
وتوجه البابا في كلامه إلى الفنانين السوريين؛ نضال سيجري وباسم ياخور، اللذين يقومان بحملات تعترض على ما يصدر من بيانات من بعض الفنانين لتخفيف الحصار عن أطفال درعا: «عيب يا أستاذ باسم ياخور وأنت تعرف ما الذي فعلوه بعمك في ثمانينات القرن الماضي، وكيف عذبوه في المخابرات، وتعرف إلى أي حد ضايقوا والدك خلال عمله الصحافي، وكيف خونوك بعدما صورت مسلسل (أيام الولدنة)».
ومسلسل «أيام الولدنة» هو مسلسل سوري من بطولة دريد لحام وباسم ياخور، وهو يتحدث عن طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية في سوريا مع المواطنين، وآلية انتزاع المعلومات من المتهمين من خلال الضغط والتعذيب. وينتقل البابا في هجومه إلى الفنان نضال سيجري فيخاطبه: «عيب يا أستاذ نضال سيجري، وأنت تعرف كم سنة قضى أخوك في سجونهم وبماذا اتهموه». ولم يوفر البابا فنانين سوريين آخرين وصل بعضهم إلى حد تخوين مجموعة من الفنانين السوريين لأنهم أصدروا بيانا يطالب بفك الحصار عن أطفال درعا: «أنا لا أعتب على أمثال هشام شربتجي ووائل رمضان وسلاف فواخرجي وسيف سبيعي وأمثالهم، ولكني أعتب عليكم أنتم بالذات لأنكم لستم بحاجة لعطايا ومنح وهبات، ولأنكم تعرفون أن البلد أكبر من أي نظام ومن أي شخص، وأن ما يحدث هو ثورة بكل معاني الثورة، وارجعوا لكتب وموسوعات التاريخ، لتقرأوا وتقارنوا، كيف اتهمت كل الثورات بالعمالة، ثم أصبح الانتساب إليها مفخرة، وناقشوا بينكم وبين أنفسكم مواقفكم المشرفة من ثورتي تونس ومصر، ومواقفكم المخجلة من ثورة شعبكم، هل برأيكم لا يستحق هذا الشعب الحرية والكرامة؟ وهل عليه أن يعيش إلى أبد الآبدين تحت أحذية المخابرات؟ فكروا على الأقل في مستقبلكم الشخصي والمهني وموقفكم الأخلاقي والوطني إذا ما انتصرت الثورة، وهي ستنتصر، لأن هذا الشعب يريد الحياة الآن، ألم ترددوا بيت أبو القاسم الشابي عن الحرية، أم أنه حلال على تونس ومصر وحرام على سوريا».
ويختم البابا رسالته التي حملت عنوان «رسالة إلى دريد لحام وباسم ياخور ونضال سيجري»: «أنا ومن موقع الصديق، ولأني أعرفكم جيدا، وأعرف مواقفكم الحقيقية من النظام، وأعرف أنكم أصحاب مظالم، أطالبكم على الأقل بالصمت، إن لم تكن لديكم القدرة على مساندة هذه الثورة، بدلا من شتمها وتخوين أشخاص يواجهون بصدور عارية وبشجاعة منقطعة النظير جهاز المخابرات الأفظع والأشرس في العالم، أشخاص يشرفونني ويعيدون لي كرامتي واعتزازي وفخري بهويتي كسوري، فأنتم بالتأكيد تعرفون من خلال خبرتكم كممثلين كيف تفبرك مشاهد الاعترافات المزيفة، وتعرفون أنه لا يوجد أحد في العالم يذهب للموت من أجل فتوى شيخ مجهول، أو من أجل الحصول على خمسين ألف ليرة، أو لأن الشيخ القرضاوي أو بندر بن سلطان أو عبد الحليم خدام أو رفعت الأسد أو سعد الحريري طلب منه ذلك، وتعرفون أنه لا يمكن لأحد، بما في ذلك الشيطان نفسه أن يجمع هذه الأسماء ويضيف إليها قنوات (العربية) و(الجزيرة) والـ(بي بي سي) و(فرانس 24) و(الحرة) و(الأورينت) و(بردى) ليدبر مؤامرة على سوريا.. أطالبكم من موقع الصديق أن تنظروا إلى ما يحدث في سوريا بضمائركم، فإن لم تستطيعوا ففكروا بعقولكم، فإن لم تستطيعوا فاصمتوا.. أرجوكم قولوا خيرا في هذه الثورة أو فاصمتوا».
يشار إلى أن الكاتب والناقد حكم البابا قد كتب سيناريوهات عدة أعمال جسد فيها دريد لحام دور البطولة، وهو من مواليد حماة، وعرف عنه أسلوبه النقدي اللاذع للسلطة. إلى ذلك طالبت أكثر من عشرين شركة سورية للإنتاج الدرامي بتجريد الفنانة السورية القديرة، منى واصف، من وسام الاستحقاق الذي منحه لها الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في بيان لتلك الشركات نشرته على موقع «فيس بوك»، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ويأتي هذا الموقف بعد أن وجهت الكاتبة ريما فليحان نداء للحكومة السورية وقع عليه المئات من السوريين، طالبوا فيه «بوقف الحصار على درعا»، وكان من بين الموقعين على النداء عدد من الفنانين السوريين، من بينهم منى واصف.
دمشق: «الشرق الأوسط» 9 أيار 2011
http://www.aawsat.com/2011/05/09/images/news1.620863.jpg
شن الكاتب والناقد المسرحي السوري الشهير، حكم البابا، هجوما لاذعا على نخبة من الفنانين السوريين، وعلى رأسهم دريد لحام، بسبب موقفهم من الأحداث الجارية في البلاد. وكتب البابا على صفحته على «فيس بوك» تفاصيل علاقة مجموعة من الفنانين السوريين ممن يعرفهم جيدا مع النظام في سوريا.
وقال البابا: «عيب يا فناني سوريا، هذا شعبكم الذي يتظاهر ويموت من أجل الحرية، عيب حديثكم عن مؤامرة خارجية وعصابات مسلحة، وأنتم تعرفون أن المخابرات هي التي تعتقل وتعذب وتقتل».
واستطرد البابا قائلا: «عيب يا أستاذ دريد لحام، وأنت تعرف أن شبيحا من آل شاليش عام 1999 تعرض لعائلتك بأقذع الألفاظ، وأن اللواء زهير حمد استدعاك عام 2007 للتحقيق معك من أجل تصريح صحافي ولم يحترم قيمتك الكبيرة، التي يقدرها هذا الشعب الذي أحبك وأسهم في صنع نجوميتك، ولا يطالب بأكثر من حريته اليوم، وينزل بصدور عارية ليواجه أشرس آلة قمع في التاريخ».
وتوجه البابا في كلامه إلى الفنانين السوريين؛ نضال سيجري وباسم ياخور، اللذين يقومان بحملات تعترض على ما يصدر من بيانات من بعض الفنانين لتخفيف الحصار عن أطفال درعا: «عيب يا أستاذ باسم ياخور وأنت تعرف ما الذي فعلوه بعمك في ثمانينات القرن الماضي، وكيف عذبوه في المخابرات، وتعرف إلى أي حد ضايقوا والدك خلال عمله الصحافي، وكيف خونوك بعدما صورت مسلسل (أيام الولدنة)».
ومسلسل «أيام الولدنة» هو مسلسل سوري من بطولة دريد لحام وباسم ياخور، وهو يتحدث عن طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية في سوريا مع المواطنين، وآلية انتزاع المعلومات من المتهمين من خلال الضغط والتعذيب. وينتقل البابا في هجومه إلى الفنان نضال سيجري فيخاطبه: «عيب يا أستاذ نضال سيجري، وأنت تعرف كم سنة قضى أخوك في سجونهم وبماذا اتهموه». ولم يوفر البابا فنانين سوريين آخرين وصل بعضهم إلى حد تخوين مجموعة من الفنانين السوريين لأنهم أصدروا بيانا يطالب بفك الحصار عن أطفال درعا: «أنا لا أعتب على أمثال هشام شربتجي ووائل رمضان وسلاف فواخرجي وسيف سبيعي وأمثالهم، ولكني أعتب عليكم أنتم بالذات لأنكم لستم بحاجة لعطايا ومنح وهبات، ولأنكم تعرفون أن البلد أكبر من أي نظام ومن أي شخص، وأن ما يحدث هو ثورة بكل معاني الثورة، وارجعوا لكتب وموسوعات التاريخ، لتقرأوا وتقارنوا، كيف اتهمت كل الثورات بالعمالة، ثم أصبح الانتساب إليها مفخرة، وناقشوا بينكم وبين أنفسكم مواقفكم المشرفة من ثورتي تونس ومصر، ومواقفكم المخجلة من ثورة شعبكم، هل برأيكم لا يستحق هذا الشعب الحرية والكرامة؟ وهل عليه أن يعيش إلى أبد الآبدين تحت أحذية المخابرات؟ فكروا على الأقل في مستقبلكم الشخصي والمهني وموقفكم الأخلاقي والوطني إذا ما انتصرت الثورة، وهي ستنتصر، لأن هذا الشعب يريد الحياة الآن، ألم ترددوا بيت أبو القاسم الشابي عن الحرية، أم أنه حلال على تونس ومصر وحرام على سوريا».
ويختم البابا رسالته التي حملت عنوان «رسالة إلى دريد لحام وباسم ياخور ونضال سيجري»: «أنا ومن موقع الصديق، ولأني أعرفكم جيدا، وأعرف مواقفكم الحقيقية من النظام، وأعرف أنكم أصحاب مظالم، أطالبكم على الأقل بالصمت، إن لم تكن لديكم القدرة على مساندة هذه الثورة، بدلا من شتمها وتخوين أشخاص يواجهون بصدور عارية وبشجاعة منقطعة النظير جهاز المخابرات الأفظع والأشرس في العالم، أشخاص يشرفونني ويعيدون لي كرامتي واعتزازي وفخري بهويتي كسوري، فأنتم بالتأكيد تعرفون من خلال خبرتكم كممثلين كيف تفبرك مشاهد الاعترافات المزيفة، وتعرفون أنه لا يوجد أحد في العالم يذهب للموت من أجل فتوى شيخ مجهول، أو من أجل الحصول على خمسين ألف ليرة، أو لأن الشيخ القرضاوي أو بندر بن سلطان أو عبد الحليم خدام أو رفعت الأسد أو سعد الحريري طلب منه ذلك، وتعرفون أنه لا يمكن لأحد، بما في ذلك الشيطان نفسه أن يجمع هذه الأسماء ويضيف إليها قنوات (العربية) و(الجزيرة) والـ(بي بي سي) و(فرانس 24) و(الحرة) و(الأورينت) و(بردى) ليدبر مؤامرة على سوريا.. أطالبكم من موقع الصديق أن تنظروا إلى ما يحدث في سوريا بضمائركم، فإن لم تستطيعوا ففكروا بعقولكم، فإن لم تستطيعوا فاصمتوا.. أرجوكم قولوا خيرا في هذه الثورة أو فاصمتوا».
يشار إلى أن الكاتب والناقد حكم البابا قد كتب سيناريوهات عدة أعمال جسد فيها دريد لحام دور البطولة، وهو من مواليد حماة، وعرف عنه أسلوبه النقدي اللاذع للسلطة. إلى ذلك طالبت أكثر من عشرين شركة سورية للإنتاج الدرامي بتجريد الفنانة السورية القديرة، منى واصف، من وسام الاستحقاق الذي منحه لها الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في بيان لتلك الشركات نشرته على موقع «فيس بوك»، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ويأتي هذا الموقف بعد أن وجهت الكاتبة ريما فليحان نداء للحكومة السورية وقع عليه المئات من السوريين، طالبوا فيه «بوقف الحصار على درعا»، وكان من بين الموقعين على النداء عدد من الفنانين السوريين، من بينهم منى واصف.
دمشق: «الشرق الأوسط» 9 أيار 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق