تقول الأخبار القادمة من إيران إن المرشد الأعلى قد أمهل الرئيس الإيراني أياما معدودة لإعادة مدير المخابرات لعمله، أو على نجاد الاستقالة، فهل يسقط نجاد قبل سقوط الرؤساء الذين حان قطافهم بمنطقتنا؟
لا شيء مستبعد بالطبع، فيبدو أن أمرا ما يطبخ بإيران، فمنذ الصفعة الخليجية الذكية لطهران بعبور قوات درع الجزيرة للبحرين، وبعدها الصفعة التي تلقتها طهران من الشعب السوري المنتفض على نظامه، يبدو أن إيران في ربكة، فحتى العراق ليس مستثنى من مظاهرات المنطقة، وهذا كله يعني فشل سياسة إيران الخارجية، التي ضربت ضربة عنيفة ومهينة، فحلفاء إيران في ورطة حقيقية بالمنطقة، فحكومة لبنان لم تشكل إلى الآن، وها هي حماس هرولت لأحضان أبو مازن لينقذها من غضبة النظام السوري عليها، ولأسباب يعرفها مشعل ورفاقه جيدا، وليس كما قيل بأن غياب مبارك قد سرّع المصالحة، فهذه كذبة كبرى، فهناك نقمة حقيقية في دمشق على حماس وقياداتها.
وأحد المؤشرات الأخرى على فشل السياسة الخارجية الإيرانية، وعمق أزمتها، ما كشفه الصحافي الأميركي ديفيد اغناتيوس بمقاله، أول من أمس، في «واشنطن بوست» عن أن الإيرانيين أرسلوا مؤخرا رسائل لواشنطن يلمحون فيها عن رغبتهم للتحدث مع إدارة أوباما، وما زالت واشنطن تحاول التأكد ما إذا كان الرسول من طرف نجاد أم المرشد، ويبدو أن الأميركيين قد استمعوا جيدا لنصيحة الرئيس السوري التي كشفتها وثائق «ويكيليكس» حيث أظهرت أن الأسد كان قد أبلغ الأميركيين أن الرئيس الحقيقي لإيران هو خامنئي وليس نجاد.
وما يدفع طهران لمحاولة الحديث مع واشنطن بالطبع أمر آخر غير فشل سياسة طهران الخارجية، وهو تخلص أميركا من أسامة بن لادن، فذلك يعني أن الطريق للخروج من أفغانستان قد أصبح أكثر وضوحا، فها هو وزير الدفاع الأميركي غيتس يقول إن مقتل بن لادن قد يغير قواعد اللعبة بأفغانستان، فمصلحة طالبان اليوم تعني أن وقت التفاوض مع أميركا قد حان، كما أن أبواب الوساطات باتت مفتوحة. ونذكر أن السعوديين كانوا قد رفضوا التجاوب مع دعوة الرئيس الأفغاني للتوسط هناك طالما لم تتخل طالبان عن بن لادن! كما أن تضعضع النظام بسوريا قد يفتح آفاقا للأميركيين لترتيب الأوضاع في العراق، وكذلك اتخاذ خطوة جديدة بعملية السلام، فأوسلو جاءت بعد زلزال كبير، وهو تحرير الكويت، واليوم الزلازل حولنا كثيرة وكبيرة، وبمجرد سقوط القذافي فإن واشنطن والمجتمع الدولي سيتحرران للعدو القادم، وهو إيران دون شك.
وبالتالي استقال نجاد أو أقيل، أو حتى بقي بمركزه، في حال بقي مدير المخابرات المدعوم من المرشد، فذلك يعني أن نجاد قد سقط فعليا، ما لم تحدث مفاجأة ويسقط نجاد نفسه المرشد، وهذا حدث جلل، لكن هناك من لا يستبعده.
وبالتالي فإن نجاد سقط فعليا بفشل سياساته الخارجية، فإيران اليوم معزولة تماما، كما سقط بضربة خامنئي له، عندما أمره بإبقاء مدير المخابرات، وكأنه السكرتير الإيراني، وليس الرئيس، لكن هل يغادر نجاد المشهد السياسي قريبا؟ دعونا نرى، وإن كان لن يفتقده أحد.
طارق الحميد - الشرق الأوسط - 8 مايو 2011
لا شيء مستبعد بالطبع، فيبدو أن أمرا ما يطبخ بإيران، فمنذ الصفعة الخليجية الذكية لطهران بعبور قوات درع الجزيرة للبحرين، وبعدها الصفعة التي تلقتها طهران من الشعب السوري المنتفض على نظامه، يبدو أن إيران في ربكة، فحتى العراق ليس مستثنى من مظاهرات المنطقة، وهذا كله يعني فشل سياسة إيران الخارجية، التي ضربت ضربة عنيفة ومهينة، فحلفاء إيران في ورطة حقيقية بالمنطقة، فحكومة لبنان لم تشكل إلى الآن، وها هي حماس هرولت لأحضان أبو مازن لينقذها من غضبة النظام السوري عليها، ولأسباب يعرفها مشعل ورفاقه جيدا، وليس كما قيل بأن غياب مبارك قد سرّع المصالحة، فهذه كذبة كبرى، فهناك نقمة حقيقية في دمشق على حماس وقياداتها.
وأحد المؤشرات الأخرى على فشل السياسة الخارجية الإيرانية، وعمق أزمتها، ما كشفه الصحافي الأميركي ديفيد اغناتيوس بمقاله، أول من أمس، في «واشنطن بوست» عن أن الإيرانيين أرسلوا مؤخرا رسائل لواشنطن يلمحون فيها عن رغبتهم للتحدث مع إدارة أوباما، وما زالت واشنطن تحاول التأكد ما إذا كان الرسول من طرف نجاد أم المرشد، ويبدو أن الأميركيين قد استمعوا جيدا لنصيحة الرئيس السوري التي كشفتها وثائق «ويكيليكس» حيث أظهرت أن الأسد كان قد أبلغ الأميركيين أن الرئيس الحقيقي لإيران هو خامنئي وليس نجاد.
وما يدفع طهران لمحاولة الحديث مع واشنطن بالطبع أمر آخر غير فشل سياسة طهران الخارجية، وهو تخلص أميركا من أسامة بن لادن، فذلك يعني أن الطريق للخروج من أفغانستان قد أصبح أكثر وضوحا، فها هو وزير الدفاع الأميركي غيتس يقول إن مقتل بن لادن قد يغير قواعد اللعبة بأفغانستان، فمصلحة طالبان اليوم تعني أن وقت التفاوض مع أميركا قد حان، كما أن أبواب الوساطات باتت مفتوحة. ونذكر أن السعوديين كانوا قد رفضوا التجاوب مع دعوة الرئيس الأفغاني للتوسط هناك طالما لم تتخل طالبان عن بن لادن! كما أن تضعضع النظام بسوريا قد يفتح آفاقا للأميركيين لترتيب الأوضاع في العراق، وكذلك اتخاذ خطوة جديدة بعملية السلام، فأوسلو جاءت بعد زلزال كبير، وهو تحرير الكويت، واليوم الزلازل حولنا كثيرة وكبيرة، وبمجرد سقوط القذافي فإن واشنطن والمجتمع الدولي سيتحرران للعدو القادم، وهو إيران دون شك.
وبالتالي استقال نجاد أو أقيل، أو حتى بقي بمركزه، في حال بقي مدير المخابرات المدعوم من المرشد، فذلك يعني أن نجاد قد سقط فعليا، ما لم تحدث مفاجأة ويسقط نجاد نفسه المرشد، وهذا حدث جلل، لكن هناك من لا يستبعده.
وبالتالي فإن نجاد سقط فعليا بفشل سياساته الخارجية، فإيران اليوم معزولة تماما، كما سقط بضربة خامنئي له، عندما أمره بإبقاء مدير المخابرات، وكأنه السكرتير الإيراني، وليس الرئيس، لكن هل يغادر نجاد المشهد السياسي قريبا؟ دعونا نرى، وإن كان لن يفتقده أحد.
طارق الحميد - الشرق الأوسط - 8 مايو 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق