http://www.aawsat.com/2011/05/07/images/news1.620566.jpg
متظاهرون يمنيون يطالبون برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، خلال مظاهرة في صنعاء امس (رويترز)
خرج ملايين اليمنيين، أمس، في مظاهرات جديدة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي شن هجوما جديدا على معارضيه واتهمهم بأنهم قطاع طرق، في الوقت الذي ينتظر الشارع اليمني انتهاء الأزمة بتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية.
واحتشد الملايين في معظم المحافظات اليمنية بدعوة من «شباب الثورة» لإحياء «جمعة وفاء الشعب للجنوب»، حيث أدى أكثر من مليون ونصف المليون صلاة الجمعة في شارع الستين الغربي في حماية قوات «الفرقة الأولى مدرع»، كما أدى مئات الآلاف الصلاة في «ساحة التغيير» في شارع الدائري المجاور، وأكد المتظاهرون وفاءهم لجنوب البلاد وصمودهم حتى إسقاط النظام، وقال خطيب الجمعة في صنعاء، توهيب الدبعي مخاطبا الخليجيين إن «هذه ثورة شعب وليست أزمة، دعوها تمضي حيثما تريد، أما نحن فلن نبرح الساحات حتى لو صلبنا على الجذوع». كما احتشد الملايين من المواطنين في تعز وعدن وإب ومأرب وحجة والحديدة وعدد آخر من المحافظات والجميع يهتف بصوت واحد مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته وأركان نظامه، وطغت لغة الرفض للمبادرة الخليجية على شعارات المتظاهرين الذين اعتبروا المبادرة «محاولة لإنقاذ صالح»، لأنها تمنحه ضمانات بعدم الملاحقة القضائية والقانونية بعد تنحيه عن السلطة، كما تنص المبادرة.
الرئيس اليمني، وكما جرت العادة، حشد أنصاره في ميدان السبعين يوما بجنوب صنعاء بعد أن توافدوا من المحافظات وألقى فيهم كلمة مقتضبة لم يتطرق فيها إلى المبادرة الخليجية وموقفه منها سواء بالقبول أو الرفض أو مسألة الموافقة على توقيعها، لكنه هاجم خصومه وبلغة وصفت بالقاسية حيث وصفهم بـ«قطاع الطرق» وقال إن «ما تقوم به العناصر الخارجة عن النظام والقانون من اعتداءات على المواطنين والتي كان آخرها قطع لسان أحد الشعراء المؤيدين للشرعية الدستورية»، هي «بداية تليها قطع الأرجل والأيدي من خلاف ثم قطع الرؤوس».
وقال صالح أمام حشد من أنصاره فيما سميت «جمعة الأمن والاستقرار»: «لا للفوضى، لا للتخريب، نعم للشرعية الدستورية، لا للفوضى، لا للتخريب، لا للانتقام، لا للمشروع الانتقامي، لا لمشروع الحقد والكراهية والبغضاء من قبل أولئك النفر الخارجين عن النظام والقانون قطاعي الطرق قاتلي النفس المحرمة»، وأضاف متحدثا عن مشروع خصومه: «هذا هو مشروع القوى المتخلفة القوى الرجعية القوى المتطرفة قوى الإرهاب»، ووجه صالح، في كلمته، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بـ«ملاحقة الذين قطعوا لسان الأديب الشاعر وتقديمهم للمحاكمة سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو أمنيين أو مخربين أيا كانت صلتهم فعلى الأجهزة الأمنية أن تتحمل مسؤولياتها بإلقاء القبض على أولئك المجرمين».
وكان لافتا أن صالح تبادل أطراف الحديث والابتسامات مع شخصين خليجيين كانا يقفان إلى جواره في المنصة قبل أن يلقي كلمته، وبحسب المراقبين فإنه اتضح أن الرجلين ضمن وفد الوساطة الخليجية، فإن ذلك سيلقي بظلاله على الوساطة الخليجية.
في هذه الأثناء، أعلنت أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة ومعها شريكتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني المعارضة أنها لن توقع على المبادرة الخليجية إذا لم يوقعها الرئيس صالح بنفسه، وفي ضوء تعديل المبادرة الخليجية، فقد طلبت دول مجلس التعاون الخليجي من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة ترشيح 30 اسما مناصفة للتوقيع على اتفاق المبادرة، وذلك بعد أن رفض الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة والسفر إلى العاصمة السعودية الرياض للتوقيع كما كان مقررا، وفي ضوء التعديل سوف يوقع الاتفاق في العاصمة اليمنية صنعاء، وبحسب ما رشح من معلومات فإن الخلافات تنحصر، حاليا، في مسألة توقيع صالح وهو ما يسعى الوسطاء الخليجيون إلى التوصل لحل له تقبل به كافة الأطراف تمهيدا للانتقال إلى مرحلة تنفيذ الاتفاق وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة وبالتساوي بين الحزب الحاكم، حاليا، والمعارضة، على طريق تنحي صالح خلال 30 يوما بعد أن يقر مجلس النواب اليمني (البرلمان) حزمة القوانين التي تمنحه ضمانات من الملاحقة القضائية والقانونية بعد التنحي هو ومن معه في الحكم.
ورغم قبول أحزاب «اللقاء المشترك» بالمبادرة الخليجية وهي جزء من «ثورة الشباب»، كما تسمى، فإن شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية يرفضون المبادرة، وأعلنت ائتلافات هذه الثورة وكياناتها، أمس، تصعيدا في ضغطهم على صالح للتنحي الفوري، وضمن ذلك الدعوة إلى عصيان مدني يومين في الأسبوع، وقالوا إن لديهم برنامجا تصعيديا للفترة المقبلة.
واختارت الكيانات المتواجدة في ساحات الاعتصام تسمية «جمعة وفاء الشعب للجنوب»، من أجل تقديم الاعتذار لأبناء جنوب اليمن عما قالت تلك الكيانات إن النظام الحاكم وعلى رأسه الرئيس علي عبد الله صالح «اقترفه بحق الجنوبيين من أعمال قتل ونهب للأراضي والثروات وإقصاء من الحياة السياسية والعسكرية والمدنية» وغيرها من الممارسات التي يتم الحديث عن أنها وقعت في جنوب البلاد منذ ما بعد حرب صيف 1994 وحتى اليوم، حيث قدمت الاعتذارات الصريحة للجنوبيين في خطب الجمعة والشعارات والكلمات التي ألقيت في مختلف الساحات بالمحافظات اليمنية، وهي محاولة لربط الجنوبيين بالاحتجاجات الراهنة، كما حدث مؤخرا، وعدم إفساح المجال لدعوات الحراك الجنوبي بـ«فك الارتباط» أو «الانفصال» كما يطرح منذ عدة سنوات، وفي «ساحة التغيير» بصنعاء أكدت بعض الفعاليات إن الحراك الجنوبي كان سباقا في تنفيذ الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة خانقة يمر بها المواطن اليمني العادي والبسيط الذي يقف طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز منزلي أو غاز المركبات وكذا الحصول على البنزين والديزل وغيرها من المواد والمشتقات النفطية الهامة.
صنعاء: عرفات مدابش - الشرق الأوسط 7 أيار 2011
متظاهرون يمنيون يطالبون برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، خلال مظاهرة في صنعاء امس (رويترز)
خرج ملايين اليمنيين، أمس، في مظاهرات جديدة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي شن هجوما جديدا على معارضيه واتهمهم بأنهم قطاع طرق، في الوقت الذي ينتظر الشارع اليمني انتهاء الأزمة بتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية.
واحتشد الملايين في معظم المحافظات اليمنية بدعوة من «شباب الثورة» لإحياء «جمعة وفاء الشعب للجنوب»، حيث أدى أكثر من مليون ونصف المليون صلاة الجمعة في شارع الستين الغربي في حماية قوات «الفرقة الأولى مدرع»، كما أدى مئات الآلاف الصلاة في «ساحة التغيير» في شارع الدائري المجاور، وأكد المتظاهرون وفاءهم لجنوب البلاد وصمودهم حتى إسقاط النظام، وقال خطيب الجمعة في صنعاء، توهيب الدبعي مخاطبا الخليجيين إن «هذه ثورة شعب وليست أزمة، دعوها تمضي حيثما تريد، أما نحن فلن نبرح الساحات حتى لو صلبنا على الجذوع». كما احتشد الملايين من المواطنين في تعز وعدن وإب ومأرب وحجة والحديدة وعدد آخر من المحافظات والجميع يهتف بصوت واحد مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته وأركان نظامه، وطغت لغة الرفض للمبادرة الخليجية على شعارات المتظاهرين الذين اعتبروا المبادرة «محاولة لإنقاذ صالح»، لأنها تمنحه ضمانات بعدم الملاحقة القضائية والقانونية بعد تنحيه عن السلطة، كما تنص المبادرة.
الرئيس اليمني، وكما جرت العادة، حشد أنصاره في ميدان السبعين يوما بجنوب صنعاء بعد أن توافدوا من المحافظات وألقى فيهم كلمة مقتضبة لم يتطرق فيها إلى المبادرة الخليجية وموقفه منها سواء بالقبول أو الرفض أو مسألة الموافقة على توقيعها، لكنه هاجم خصومه وبلغة وصفت بالقاسية حيث وصفهم بـ«قطاع الطرق» وقال إن «ما تقوم به العناصر الخارجة عن النظام والقانون من اعتداءات على المواطنين والتي كان آخرها قطع لسان أحد الشعراء المؤيدين للشرعية الدستورية»، هي «بداية تليها قطع الأرجل والأيدي من خلاف ثم قطع الرؤوس».
وقال صالح أمام حشد من أنصاره فيما سميت «جمعة الأمن والاستقرار»: «لا للفوضى، لا للتخريب، نعم للشرعية الدستورية، لا للفوضى، لا للتخريب، لا للانتقام، لا للمشروع الانتقامي، لا لمشروع الحقد والكراهية والبغضاء من قبل أولئك النفر الخارجين عن النظام والقانون قطاعي الطرق قاتلي النفس المحرمة»، وأضاف متحدثا عن مشروع خصومه: «هذا هو مشروع القوى المتخلفة القوى الرجعية القوى المتطرفة قوى الإرهاب»، ووجه صالح، في كلمته، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بـ«ملاحقة الذين قطعوا لسان الأديب الشاعر وتقديمهم للمحاكمة سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو أمنيين أو مخربين أيا كانت صلتهم فعلى الأجهزة الأمنية أن تتحمل مسؤولياتها بإلقاء القبض على أولئك المجرمين».
وكان لافتا أن صالح تبادل أطراف الحديث والابتسامات مع شخصين خليجيين كانا يقفان إلى جواره في المنصة قبل أن يلقي كلمته، وبحسب المراقبين فإنه اتضح أن الرجلين ضمن وفد الوساطة الخليجية، فإن ذلك سيلقي بظلاله على الوساطة الخليجية.
في هذه الأثناء، أعلنت أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة ومعها شريكتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني المعارضة أنها لن توقع على المبادرة الخليجية إذا لم يوقعها الرئيس صالح بنفسه، وفي ضوء تعديل المبادرة الخليجية، فقد طلبت دول مجلس التعاون الخليجي من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة ترشيح 30 اسما مناصفة للتوقيع على اتفاق المبادرة، وذلك بعد أن رفض الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة والسفر إلى العاصمة السعودية الرياض للتوقيع كما كان مقررا، وفي ضوء التعديل سوف يوقع الاتفاق في العاصمة اليمنية صنعاء، وبحسب ما رشح من معلومات فإن الخلافات تنحصر، حاليا، في مسألة توقيع صالح وهو ما يسعى الوسطاء الخليجيون إلى التوصل لحل له تقبل به كافة الأطراف تمهيدا للانتقال إلى مرحلة تنفيذ الاتفاق وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة وبالتساوي بين الحزب الحاكم، حاليا، والمعارضة، على طريق تنحي صالح خلال 30 يوما بعد أن يقر مجلس النواب اليمني (البرلمان) حزمة القوانين التي تمنحه ضمانات من الملاحقة القضائية والقانونية بعد التنحي هو ومن معه في الحكم.
ورغم قبول أحزاب «اللقاء المشترك» بالمبادرة الخليجية وهي جزء من «ثورة الشباب»، كما تسمى، فإن شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية يرفضون المبادرة، وأعلنت ائتلافات هذه الثورة وكياناتها، أمس، تصعيدا في ضغطهم على صالح للتنحي الفوري، وضمن ذلك الدعوة إلى عصيان مدني يومين في الأسبوع، وقالوا إن لديهم برنامجا تصعيديا للفترة المقبلة.
واختارت الكيانات المتواجدة في ساحات الاعتصام تسمية «جمعة وفاء الشعب للجنوب»، من أجل تقديم الاعتذار لأبناء جنوب اليمن عما قالت تلك الكيانات إن النظام الحاكم وعلى رأسه الرئيس علي عبد الله صالح «اقترفه بحق الجنوبيين من أعمال قتل ونهب للأراضي والثروات وإقصاء من الحياة السياسية والعسكرية والمدنية» وغيرها من الممارسات التي يتم الحديث عن أنها وقعت في جنوب البلاد منذ ما بعد حرب صيف 1994 وحتى اليوم، حيث قدمت الاعتذارات الصريحة للجنوبيين في خطب الجمعة والشعارات والكلمات التي ألقيت في مختلف الساحات بالمحافظات اليمنية، وهي محاولة لربط الجنوبيين بالاحتجاجات الراهنة، كما حدث مؤخرا، وعدم إفساح المجال لدعوات الحراك الجنوبي بـ«فك الارتباط» أو «الانفصال» كما يطرح منذ عدة سنوات، وفي «ساحة التغيير» بصنعاء أكدت بعض الفعاليات إن الحراك الجنوبي كان سباقا في تنفيذ الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة خانقة يمر بها المواطن اليمني العادي والبسيط الذي يقف طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز منزلي أو غاز المركبات وكذا الحصول على البنزين والديزل وغيرها من المواد والمشتقات النفطية الهامة.
صنعاء: عرفات مدابش - الشرق الأوسط 7 أيار 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق