وجدت العائلات السورية المقيمة في المدن التي تشهد احتجاجات، وسيلة جديدة للتواصل مع أبنائها المغتربين، بعد انقطاع الاتصالات عن المدن بشكل كامل، مما حرم السكان من الاطمئنان عن ذويهم في الخارج.
وتقطع سيدة سورية مسافة عدة كيلومترات للوصول إلى مدينة دمشق، كي تتمكن من الاتصال بابنتها المقيمة في لبنان، بحسب الابنة آمنة التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المبادرة «يقوم بها الكثير من السوريين الذين يبادرون إلى طمأنة أبنائهم عنهم، تعويضا عن فقدان الاتصال بشبكة الجوال السورية في بعض المناطق». وتنقل آمنة عن أمها أن أهالي منطقة الزبداني يعيشون قلقا بالغا، ويترقب بعض المعارضين الذين اشتهروا بمعارضتهم للسلطة، وسجنوا من قبل، لحظات القبض عليهم مجددا بالتزامن مع الحملات الأمنية التي تشهدها مدن سورية للقبض على المحتجين والمعارضين.
ولعل المشترك بين السوريين المقيمين في لبنان، هو حالة القلق على العائلات المقيمة في الداخل. ويقول موظف سوري في شركة لبنانية، يتحدر من مدينة درعا، متهكما «انقلبت الأدوار الآن.. ففي وقت كانت تعيش فيه عائلاتنا القلق علينا، الآن نحن قلقون عليهم، خصوصا أن هناك تعتيما على الأحداث، ولا تنقل الأنباء الواردة كل الحقائق»، مشيرا إلى أنه يتفاجأ بين الحين والآخر بخبر مقتل شخص يعرفه، أو اعتقال شخص آخر، مؤكدا أن تلك الأخبار «تصل متأخرة جدا». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أبناء القرى المحايدين في محافظة درعا «باتوا يتحفظون في نقل أخبار المنطقة أثناء التواصل مع أقربائهم وأبناء القرية نفسها في الخارج، خوفا من الاعتقال أو تلفيق تهمة لهم»، مضيفا أن حالة من الخوف البالغ تسيطر على السكان في الداخل.
في المقابل، قطع سوريون كثيرون زيارتهم إلى بلدهم، بعد اندلاع الاحتجاجات، ووصلوا إلى بيروت «هربا من الوضع الأمني المريب الذي قد لا ينتهي خلال فترة زمنية معينة». وكان لافتا ازدياد عدد الواصلين إلى بيروت منذ بداية الأزمة، حيث اصطحب بعض العمال عائلاتهم، خصوصا من نواحي مدينة درعا وقراها «ريثما تنتهي الحالة الأمنية غير المستقرة».
أما الحدود اللبنانية السورية، التي تبدو شبه مقفرة، فتشهد تشديدا أمنيا كبيرا على الخارجين من سوريا، يتمثل في التدقيق في الهويات أكثر من المعتاد. كما فرضت السلطات السورية تشديدا أمنيا كبيرا على الداخلين، حيث تخضع كل الأمتعة والسيارات لتفتيش دقيق جدا، إلى جانب التدقيق في الأوراق الثبوتية. وينفي الواصلون من الحدود السورية أن تكون السلطات قد منعت الشبان الذين لم تتخط أعمارهم الأربعين عاما من الدخول إلى الأراضي السورية «غير أن التشديد والتفتيش والتدقيق، يزداد يومي الخميس والجمعة، خوفا من أن يكون العائدون إلى بلدهم يعودون بهدف التظاهر يوم الجمعة».
بيروت: «الشرق الأوسط» 9 مايو 2011
وتقطع سيدة سورية مسافة عدة كيلومترات للوصول إلى مدينة دمشق، كي تتمكن من الاتصال بابنتها المقيمة في لبنان، بحسب الابنة آمنة التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المبادرة «يقوم بها الكثير من السوريين الذين يبادرون إلى طمأنة أبنائهم عنهم، تعويضا عن فقدان الاتصال بشبكة الجوال السورية في بعض المناطق». وتنقل آمنة عن أمها أن أهالي منطقة الزبداني يعيشون قلقا بالغا، ويترقب بعض المعارضين الذين اشتهروا بمعارضتهم للسلطة، وسجنوا من قبل، لحظات القبض عليهم مجددا بالتزامن مع الحملات الأمنية التي تشهدها مدن سورية للقبض على المحتجين والمعارضين.
ولعل المشترك بين السوريين المقيمين في لبنان، هو حالة القلق على العائلات المقيمة في الداخل. ويقول موظف سوري في شركة لبنانية، يتحدر من مدينة درعا، متهكما «انقلبت الأدوار الآن.. ففي وقت كانت تعيش فيه عائلاتنا القلق علينا، الآن نحن قلقون عليهم، خصوصا أن هناك تعتيما على الأحداث، ولا تنقل الأنباء الواردة كل الحقائق»، مشيرا إلى أنه يتفاجأ بين الحين والآخر بخبر مقتل شخص يعرفه، أو اعتقال شخص آخر، مؤكدا أن تلك الأخبار «تصل متأخرة جدا». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أبناء القرى المحايدين في محافظة درعا «باتوا يتحفظون في نقل أخبار المنطقة أثناء التواصل مع أقربائهم وأبناء القرية نفسها في الخارج، خوفا من الاعتقال أو تلفيق تهمة لهم»، مضيفا أن حالة من الخوف البالغ تسيطر على السكان في الداخل.
في المقابل، قطع سوريون كثيرون زيارتهم إلى بلدهم، بعد اندلاع الاحتجاجات، ووصلوا إلى بيروت «هربا من الوضع الأمني المريب الذي قد لا ينتهي خلال فترة زمنية معينة». وكان لافتا ازدياد عدد الواصلين إلى بيروت منذ بداية الأزمة، حيث اصطحب بعض العمال عائلاتهم، خصوصا من نواحي مدينة درعا وقراها «ريثما تنتهي الحالة الأمنية غير المستقرة».
أما الحدود اللبنانية السورية، التي تبدو شبه مقفرة، فتشهد تشديدا أمنيا كبيرا على الخارجين من سوريا، يتمثل في التدقيق في الهويات أكثر من المعتاد. كما فرضت السلطات السورية تشديدا أمنيا كبيرا على الداخلين، حيث تخضع كل الأمتعة والسيارات لتفتيش دقيق جدا، إلى جانب التدقيق في الأوراق الثبوتية. وينفي الواصلون من الحدود السورية أن تكون السلطات قد منعت الشبان الذين لم تتخط أعمارهم الأربعين عاما من الدخول إلى الأراضي السورية «غير أن التشديد والتفتيش والتدقيق، يزداد يومي الخميس والجمعة، خوفا من أن يكون العائدون إلى بلدهم يعودون بهدف التظاهر يوم الجمعة».
بيروت: «الشرق الأوسط» 9 مايو 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق