وتابعت أبو سليمان أن "النسبة الأكبر من القراء في مكتبةالمدرسة هي من الطلاب الذين ينتمون إلى أسر محدودة الدخل، وهم يعجزون أحيانا كثيرة عن شراء الكتب، فهؤلاء يقيمون للكتاب وزناً ويسعون وراء الثقافة، بينما الآخرون لا يبدون مثل هذا الاهتمام". ويعتبر البعض أن استخدام الشباب اللبنانيين للإنترنت يشكل العائق الأبرز أمام قراءة الكتاب، بينما يرى آخرون أن عدم الاعتياد على القراءة وارتفاع أسعار الكتب وخاصة الأجنبية منها هي الأسباب الحقيقية التي تجعل أبناء الجيل الجديد يصرفون النظر عن شراء الكتب. وقالت المسؤولة في مكتبة أنطوان في الأشرفية شرقي بيروت عيدة فرح "لقد انخفضت نسبة القراء منذ بداية انتشار الإنترنت بشكل كبير، فالتكنولوجيا هي التي تسرق الكتب من أيدي القراء، ولكن يجب تشجيع الجيل الجديد على قراءة الكتب، وعلى وزارة التربية والمؤسسات المختصة القيام بذلك".
كتب أجنبية
ويرى بعض المراقبين أن النسبة الكبرى من القراء هم ممن تجاوزوا الثلاثين عاما، وهم ممن تابعوا دراستهم وحصلوا على شهادات جامعية.
وتابعت فرح أن "النسبة الأكبر من الكتب التي تباع لدينا هي الأجنبية، لأن مكتبتنا هي من بين كبرى المكتبات المستوردة للكتب الأجنبية، ولا شك أن من يشتري الكتب الأجنبية هم من الميسورين نسبةً إلى ارتفاع أسعار هذا النوع من الكتب". وأضافت فرح "أما زبائن المكتبة فهم من كل الفئات الاجتماعية والدينية، وهم من محبي القراءة الذين تزيد أعمارهم في الغالب عن 30 عاما". وقالت "إن الكتب الأكثر مبيعاً لدينا هي الكتب السياسية والدينية وكتب التاريخ والرواية". وتشير بعض الدراسات إلى أن الكتب الأكثر قراءة في لبنان هي الكتب الدينية، ويرى محللون أن الأمر يبدو طبيعيا في ظل نظام اجتماعي يشكل الدّين فيه عنصراً أساسيا، ونظام سياسي يستند إلى التوازن الطائفي. وقالت الطالبة سارة الأسمر في الصف التاسع أساسي في مدرسة البنات الثانية الرسمية في بيروت "أحب أن أقرأ القصص القصيرة والروايات، وأحصل كل أسبوع على قصة من مكتبة المدرسة، فنحن لا نملك مكتبةً في البيت، كما يصعب عليّ شراء القصص أو الروايات". وتابعت الأسمر "أعتقد أن القراءة مفيدة لأنها تقدم لنا معلومات جديدة أو أفكارا جديدة تمكننا من بلورة أفكارنا لنفهم تعقيدات الحياة بشكل أفضل".
|
جزء من مكتبة عامة في لبنان (الألمانية) |
قراءة القصص
وقالت آية كوسى الطالبة في الصف الثامن أساسي في إحدى مدارس بيروت الرسمية "أحب أن أقرأ القصص الواقعية التي تتحدث عن الواقع الاجتماعي لأنها تمتعني وتوسع آفاقي".
وتعتبر المؤسسات التربوية أن المطالعة ركيزة هامة تكمل دور المدرسة، وترى أنها وسيلة من أهم وسائل التعلم، لذلك تسعى معظم المدارس في لبنان لتشجيع الطلاب وحثهم على القراءة من خلال القيام بالعديد من النشاطات الهادفة. وقالت مسؤولة المكتبة في مدرسة البنات الثانية الرسمية في منطقة المصيطبة في بيروت منى قاصوف "تقوم المدرسة بتشجيع التلاميذ على القراءة، وهي في هذا الإطار تقوم بتحضير ورش عمل مع الأهل بعنوان "شاركوهم متعة القراءة" فتطلعهم على كيفية قراءة القصص للأطفال، وعلى أساليب ترغيب الأطفال بالكتاب بهدف تشجيعهم على القراءة وخلق علاقة جيدة بينهم وبين الكتاب". وأشارت قاصوف إلى أن "عدد الطلاب المهتمين بالقراءة في لبنان انخفض بشكل عام بنسبة كبيرة، إلا أن الطلاب في المدارس الرسمية لا يزالون يقرؤون، وربما كان السبب أن معظمهم ينتمي إلى أسر محدودة الدخل". وتابعت قاصوف "يهتم أبناء الأسر الفقيرة والمتوسطة بالكتاب والقراءة أكثر من أبناء الأسر الميسورة، والسبب يكمن في قلة وسائل الترفيه التي يستطيع أصحاب الدخل المحدود تأمينها لأولادهم". ورأت قاصوف أن "هناك ضرورة لابتداع نشاطات تسعى لتشجيع الطلاب على القراءة لما لها من أهمية في توسيع الإدراك وتعميق المعرفة". وعلى الرغم من عدم اهتمام معظم شباب لبنان بالقراءة فإن بعض اللبنانيين ما زالوا يولون الكتاب أهمية بالغة ويرددون مع المتنبي "خير جليس في الأنام كتاب". |
0 تعليقات::
إرسال تعليق