الجمعة، 6 مايو 2011

أسباب التردّد الأميركي إزاء الثورة السورية


عزت مصادر في الخارجية الأميركية التردد الذي يطبع الموقف الأميركي من الأحداث في سوريا مقارنة بالحدة التي اتسم بها موقف الإدارة الأميركية من تظاهرات مصر إلى سببين اثنين:

الأول وحسب ما قالت المصادر، مرده إلى العلاقات التي تربط الإدارة الأميركية بالمؤسسة العسكرية المصرية، حيث أن هذه العلاقات قديمة ومتواصلة، وحيث للإدارة الأميركية اليد الطولى في تمويل وتدريب القوى الأمنية المصرية، ما أمن لها علاقات ثقة مع القيادات العسكرية المصرية.


وأضافت المصادر أن هذه العلاقات هي التي شجعت الإدارة الأميركية على اتخاذ موقف حاسم من النظام المصري السابق، بعد أن ضمن الجيش المصري وقوفه على الحياد فأمّـن سلامة المتظاهرين، كما أمّـن سلامة النظام العام في البلاد. وهو حاليا يعمل على تأمين الانتقال السلمي للسلطة بعد التصويت على التعديلات الدستورية ووفق خطة خارطة طريق أعدها المجلس العسكري المصري والحكومة المصرية الجديدة ونالت ثقة جموع المتظاهرين في ميدان التحرير.
وقالت المصادر في الخارجية الأميركية إن هذا الأمر لا يتوفر لها مع النظام السوري، حيث لا علاقات ودية تربط الإدارة الأميركية بالمؤسسة العسكرية السورية، وتاليا فإن الإدارة لا تضمن موقف القوى الأمنية السورية والجيش فيما لو بادرت أو سارعت إلى الضغط في اتجاه إسقاط نظام بشار الأسد. فبالنسبة لها، إن إسقاط النظام في ظل عدم قدرة على التأثير في ما سيجري بعده يمثل مغامرة في المجهول يجب على الشعب السوري أن يقرر مصيرها ومستقبلها في معزل عن الإدارة الأميركية، التي ستكون مستعدة للتعاون مع أي نظام يخلف نظام الأسد، طبقا للمواقف المعروفة للإدارة من أزمات الشرق الأوسط وإيران واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
أما السبب الثاني، تقول المصادر، فهو ناجم عن عدم رغبة الإدارة الأميركية في التأثير سلبا على مجريات الأحداث في سوريا، في ضوء المواقف المعروفة للنظام والشعب في سوريا من الولايات المتحدة. فأي موقف أميركي للضغط على الأسد لمغادرة السلطة سيثير ردة فعل عكسية تعطي الأسد حججا إضافية لتأكيد نظريات "المؤامرة" والاستهداف الأميركي للنظام وللاستخدام كذريعة لممارسة مزيد من أعمال القمع والقتل في حق المتظاهرين. ومن جهة ثانية قد يشكل أي موقف أميركي يخرج عن الإطار العام لما يجري في سوريا استفزازا لبعض المحتجين.
وأضافت أن الوضع في سوريا يختلف عن في ليبيا حيث هناك إجماع عربي على طلب تدخل خارجي لإنقاذ المدنيين من مجازر كتائب القذافي، في حين أن الموقف العربي من سوريا ما زال خارج إطار هذا الإجماع، حيث العديد من الدول العربية ما زالت ترفض سقوط نظام الأسد.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية لدى صوغ مواقفها من الأوضاع في العالم، وخصوصا في مناطق التوتر، تأخذ في الحساب جميع الاحتمالات والمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وللشعوب. ولذلك هي سترفع وتيرة تدخلها في مجريات الأحداث في سوريا بقدر ما يرتفع مستوى تدخل المجتمع الدولي والعالم العربي، ولن تكون هي السباقة إلى اتخاذ أي موقف من شأنه أن يفسر على أنه تدخل أميركي منفرد في شؤون سيادية.

وجدي ضاهر - الخميس 5 أيار (مايو) 2011 - شفاف

0 تعليقات::

إرسال تعليق